Tuesday, January 24, 2012

حتى تتحقق مطالب الثورة: انا نازل يوم25 يناير 2012


بدأ يوم الخامس والعشرون من يناير 2011 يوماً ككل ايام الشتاء الدافئ فى مصرولم يكن ينذر بانه يومً مختلف مفعم بالامل ان هتالك مازالت حياة فى هذا الشعب، انه سيقوم ليطلب بالتغيير الى الأحسن الذى يستحقة هذا الوطن. ولكن كان يوماً يذكرة التاريخ ان هناك فى مصر من يهتم بغيره ويهتم بأن يجعل هذا الوطن افضل، بل يجعله من مصاف الامم المتقدمة بما يزخر به من كنوز فى البشر. واصبحت الجموع من المصريين تضيف دفئاً فى الوجدان وشوقاً للحياة لم تكون من ذى قبل لجيلاً من الشباب.

ثم جاء يوم الثامن والعشرون من يناير 2011 وكان يوماً مشهوداً تحرك فية كل طوائف الشعب فى تناغم لكى يقتنص حقه من من ظلمه  فى ان يعيش عيشةً كريمة ويطالب بـ"عيش .. حرية ... عدالة اجتماعية" رافضاً ان ينظر الى اى فوارق او حواجز تم بنائها على مدار عقود بين مختلف طوائف الشعب. وتحرك الشعب، وطفى الى السطح احسن ما يختزنة الشعب من قيم التسامح والتكافل والتعاون. وعلى مدار اسابيع اصبح الشعب المصرى يسمع قبل ان يتكلم، يطلب بالتغيير ويصر عليه حتى يتحقق، ويتعاون قبل ان يتفرد وهى قيم غابت عن المصريين لسنوات طويلة. ومثل كثير من المصريين اعتقدت ان التغير قادماً لا محال، فقد قال الشعب بصوتٍ مسموع، وعلى مرأى ومسمع من العالم، انة مازال ينبض بالحياة وبالقوة وانة مهما واجه من صعاب فانه قادر على ان يأخذ ما له بالحق والقوة معاً.  واصبح المصريين يستمعون الى الغناء فى حب مصر باحساسهم ووجدانهم وليس باذانهم فقط حتى ولو كان بين دوى الطلقات ودموع تنهمر فى ذكرى الشهداء، وخوفاً مما تحملة الاقدار.

ثم كان ما تبقى من ايام فى عام 2011 على قدراً اقل من الامل حتى يومنا هذا الذى اعاد للاذهان الايام التى سبقت الخامس والعشرون من يناير 2011 والتى لم يكن بها امل يعيش به هذا الشعب وينطلق منه وبه الى الامام. ومع ان هناك قدر من الحرية قد اتت بها هذه الثورة التى احسن البعض استغلالها واساء البعض واستباحها الكثير، بل ويحاول النظام القائم ان يعيدها الى ما سبق، فان الثورة لم تقدم او ترتقى الى ما نتمناه فى تحسين مستوى الوطن والشعب ولم تخلق مناخاً من الامل يدفع الوطن الى مقدمة الامم. الثورة لم تقدم ما يدعم المطالب بالـ" عيش والعدالة الاجتماعية" لان الثورة لم تتمكن من الحكم. بل على العكس فقد حكم من هم ضد الثورة ومن هم ينتهزون الوضع الراهن لمصالح شخصية باسم الحكمة، او السلطة، او الدين، او حتى الثورة نفسها، وكلهم سواء.

وها نحن نقترب من يوم الخامس والعشرين من يناير 2012 وقد مضى عام على ثورات الربيع العربى ونحن نرى اخوةً لنا فى تونس وليبيا واليمن يتقدمون الى الامام مفعمين بالامل فى مستقبل افضل بخطى ثابتة ونحن فى مصر نتقهقر الى الخلف بخطوات متسارعة تقتل الامل وترفض التغيير وتعرقل التقدم. عاماً لا يتخللة الا قليلاً من النجاحات التى تتقزم امام الطوفان الجارف من الازمات والاحزان. عاماً يختزل انجازات الثورة الى دروساً للطلاب فى المدارس وليس واقعاً تعيشه مصر. عاماً فقد المصريون المخلصون كثيراً من الامل، ذالك الوليد الصغير الذى اشرق على المصريين بكافة طوائفهم مثل شمس يومٍ جميلٍ بعد ليلٍ شديد الظلام باعثاً فرحاً فى النفس.

ومع هذا الواقع لا اجد مساراً لهذا الوطن لكى يعيد الحياة الى هذا الوليد الذى قارب على ان يفارق الحياة الا ان يعلو صوته مدوياً بانه مازال يطلب حقه فى ان يتطلع الى الاحسن، انه لن يهدأ ويستكين الى العمل الدئوب الذى يدفعة الى الامام الا فى مناخ يتناسب ويتناغم مع مطالبة الحق فى عيشٍ كريم، وحرية طالبت بها الاديان السماوية قبل الانسان، وعدالة تجعلة يحيا بأمان وسكينة وان من له حق فسوف ياتى لامحال. ولهاذا فإنى انضم الى من يسير الى هذا الهدف من شباب هذا الوطن يوم الخامس والعشرون من يناير 2012 فى تظاهرة سلمية اتمنى ان تعيد الحياة فى امل هذه الامة وتكون بدايةً حق لتغيير يجعل الثورة واقعاً ملموساً نعيش فيه فى مصر الثورة التى تشهد لها الامم انها قد انتفضت وازاحت الظلمة التى تعيش فيها واطلقت مارداً لا يقهره احد وانها بها حقاً خير اجناد الارض فى السلم قبل الحرب.

عاشت مصر حرة، عاشت مصر كريمة عزيزة، عاشت مصر عدلاً واماناً، عاشت مصر رائدة ومبدعة، عاشت مصر التى فى خاطرى، عاش شباب مصر دائماً يذكر ان للوطن اناساً وابطالاً لن يذكرهم التاريج بالاسم ولكن بالفعل والعمل ينادى بالـ"عيش .... حرية.... عدالة اجتماعية"  لكل المصريين.

ناير محمود ونس